مَـرْحـبًـــآ بِــك فِـــي مُـدَونَـــة الْـجِـــيـــلْ الْــقَــــآدِمْ

الجمعة، 27 يوليو 2012

الصداقة


بقلم : تقوى عادل الحضيري
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ... السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
الصَّدَاقَة كَنْزٌ لَا يفْنَى .. وَهِيَ شَيْءٌ عَظِيمٌ وَمُهِمٌّ جِدًّا فِي الْحَيَاه وَلاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ شَخْصٍ صَدِيقْ ... وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ حَذِرِينْ فِي اخْتِيَارِ الصَّدِيقْ .. فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ نَتَقَابَلْ مَعهُ نُصَادِقُهْ .. وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ نَرَى مِنْهُ مَوْقِفًا حَسَنًا يَكُون صَدِيقًا لَنَآ ..



وَ هُنَاكَ أَشْخَاصًاً نَثِقُ بِهِمْ ، وَلَكِنْ مَعَ الأَيَّامْ نَجِدُهُمْ يَتَغَيَّرُونْ وَنُلاَحِظُ ذَلِكَ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِمْ ، وَأَنَّنَا لَمْ نَتَعَوَّدْ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ التَّصَرُّفَاتْ لِذَا نُنْهِي صَدَاقَتَنَا مَعَهُمْ وَنَنْدَمْ عَلَى الْأَيَّامِ الَّتِي قَضَيْنَاهَا مَعَهُمْ .
فَلِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ حَذِرِينَ جِدًّاً فِي اخْتِيَارِ الصَّدِيقِ ، وَألَّا نَتَسَرَّعْ فِي مُصَادَقَةِ أَحَدٍ إِلاَّ بَعْدَ مُرُورِ زَمَنٍ لَيْسَ بِالْقَصِيرْ حَتَّى نَتَعَرَّفَ عَلَيْهِمْ أَكْثَرْ ، وَبَعْدَهَا نُحَدِّدْ هَلْ هَذّا الشَّخْصْ جَدِيرٌ بِأَنْ يَكُونَ صَدِيقًاً ؟!
وَلاَ نَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ :" الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهْ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " .



وَيَنْبَغِي أَنْ تَتَوَفَّرْ فِي الصَّدِيقِ الْمِثَالِي مَجْمُوعَة مِنْ الصِّفَاتِ مِنْهَآ :
* أَنْ يَكُونَ مُتَحَلِّيًاً بِالْإِيمَانِ ، وَالصَّلاَحْ ، وَحُسْنِ الْخُلُقْ قَالَ تَعَالَى : ( يَومَ يَعظُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيه يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيلَتَا لَيتَنِي لَم أَتَّخِذُ فُلاناً خَلِيلاً ) الفرقان : 28 .
* أَنْ يَكُونَ الصَّدِيقُ وَفِيًّاً ، فَرُبَّمَا تَجِدُ مَنْ حَوْلَكَ الْكَثِيرُ مِنْ الْأَصْدِقَاءِ لَكِنَّكَ لاَ تَجِدُ مِنْهُمْ وَاحِدًاً وَفِيًّا .
* أَنْ يَكُونَ صَادِقًا .. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَادِقًا لَمْ يَكُنْ صَدِيقًا حَقِيِقيًا .



وَيَجِبُ أَنْ نَمْتَحِنَ الشَّخْصَ قَبْلَ أَنْ نُصَادِقُهْ وَهَذِهِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ بِإِمْكَانِنَا امْتِحَانُ الصَّدِيقِ بِهَآ :
* فِي الْحَاجَة : يجب أن نجرب الصديق في الحاجة ونلاحظ تصرفه معنآ ، فهل سيعطي حاجتك أهمية ، أو أنه سيتخاذل وينسحب ؟
* فِي الشَّدَائِدْ : فالصديق الجيد هو الذي يكون موقفه جيد عندمآ تكون في شدة ، ويقف معك في الشدة ، ويصدقك عندما يكذبك الآخرون ، وجاء في الحديث الشريف : ( يمتحن الصديق بثلاثة ، فإن كان مؤاتياً فيها فهو الصديق المصافي ، وإلا كان صديق رخاء لا صديق شدة : تبتغي منه مالاً ، أو تأمنه على مال ، أو مشاركة في مكروه ) .
* فِي السَّفَرْ : ففي يتصرف الإنسان على طبيعته ويعمل كما يفكر ، ومن هنا فإنك تستطيع أن تمتحنه بسهولة ، فجاء في الحديث الشريف : ( لا تسمِّ الرجل صديقاً حتى تختبره بثلاث خصال : حين تغضبه فتنظر غضبه ، أيخرجه من حق إلى باطل ؟ ، وحين تسافر معه ، وحين تختبره بالدينار والدرهم ) .



وَفِي الْخِتَامْ أَدْعُو اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَفَّقَنِي فِي كِتَابَةِ مَوْضُوعِي هَذَآ وَأَنْ أَكُونَ قَدْ أَوْصَلْتُ الرِّسَآلَةَ الَّتِي أَرَدْتُ إِيصَآلَهَا ... أَعَانَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ عَلَى إِخْتِيَآرِ الْأَصْدِقَاءِ الْمُخْلِصِينَ الَّذِينَ يَأْخُذَونَنَآ لِلْخَيْرِ وَيُبْعِدُونَنَآ عَنِ الشَّرْ ... وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ

هناك تعليق واحد:

  1. الموضع حلو
    المهم فى الصداقه ان الفهم عليك

    ردحذف