مَـرْحـبًـــآ بِــك فِـــي مُـدَونَـــة الْـجِـــيـــلْ الْــقَــــآدِمْ

الأحد، 21 يوليو 2013

أعراض الناس بأيدي العابثين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عشنا من الأيام والأشهر والسنوات ماشاء الله لنا أن نعيش ولاشك بأن لنا من الباقي ماشاءه الله في كتابه أن يكتب، ولم نخلق لنعيش عبثاً، بل كما قال المولى عز وجل "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"، وهذه هي حقيقة حياتنا، ولأجل بلوغ رضاه الذي أراده لنا كانت من رحمته أن يبتلينا ليقوِّم ما اعوج منا وليغفر لنا الذنوب والزلات.
لقد أصيب المسلمون في كل بقعة من بقاع الأرض بمصائب جمة
في السنوات الأخيرة وعساه أن يغفر لنا وللمسلمين جميعاً.. آمين.

في ليبيا قامت ثورة وفقها الله أن تكون أمام طغيان من طغوا وجبروت من تجبروا، ولقد كان شعار الثوار في معاركهم "تكبير" وكانت النتيجة نصراً لم يتوقعوه حين بدأت ثورتهم، غير أن الاقتتال وللأسف كان بين طائفتين مؤمنتين، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، عقب هذا النصر بعضاً من السلوكيات التي كانت دون شك مذمومة لأنها تخوض في أمر غاية في الأهمية ألا وهي أعراض الناس، حيث تداول المنتصرون صوراً لأعراض من كانوا في الاتجاه المعاكس لهم تمثلت في فتياتهم ونساءهم وكذلك صوراً خاصة لذكورهم قد لايرغب أصحابها أن تعرض على العامة من الناس، وسواء أكان الفاعلين من الثوار الذين كبروا لله أثناء الحرب أو ممن ركب الموجة وتعلق بهم ولحقهم بعد انتصارهم النتيجة واحدة تمثلت في أن أعراض المسلمين انتهكت وتم تداولها من خلال النقالات وشكبة الإنترنت.
لقد آلمني كثيراً هذا الفعل آنذاك إذ لاينبغي لمؤمن أن يقبل ذلك إذا علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع "كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله".
إن من شأن مثل هذا البلاء أن يجعلنا نراجع ما بذمتنا من صور ثابتة ومتحركة تتضمن أسرارنا وعوراتنا التي لايقبل المؤمن أن تعرض على غير المقربين من ذوي الرحم ممن أحل الله لهم ذلك، هذه الصور والأمانات قد تكون في الأوقات العادية في مأمن من أيدي العابثين ولكن في ظروف الابتلاءات التي أصبحنا نقع فيها في أيامنا هذه لم تعد لتلك الأمانات مكان يمكن أن تخبأ فيها خاصة وأن البأساء يأتي من رب العباد وليس من العباد أنفسهم وهو أعلم بأسرارنا وسرائرنا، وعليه فإنه من الواجب علينا التذكير بضرورة التخلص مما لدينا من صور ثابتة ومتحركة سواء أكانت على الورق أو على أشرطة الفيديو أو على أجهزة النقالات أو على الكمبيوتر، كلها أمانات ينبغي علينا إزالتها، وعسى أن تكون الصور بيينا في الذاكرة التي منحنا الله إياها محفوظة بدلاً من من وجودها على وسائط متنوعة قابلة للسلب والاستعمال.
أسأل الله العظيم أن يلهمنا الصواب والرشد، إنه على كل شئٍ قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بفضل الله ثم

بقلم : عادل محمد الحضيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق