مَـرْحـبًـــآ بِــك فِـــي مُـدَونَـــة الْـجِـــيـــلْ الْــقَــــآدِمْ

الأحد، 23 يونيو 2013

فاطمة والحليب

فاطمة والحليب
كانت فاطمة في كل صباح تجلس على مائدة الطعام لتتناول وجبة الفطور، التي تعودت عليها، وهي عبارة عن شطيرة من الجبن، وكوبٍ من الحليب، ولكنها بدأت مؤخرا تتهاون في تناول كوب الحليب، حتى قلقت الأم لذلك، وبدأت بالإلحاح عليها، فاضطرت فاطمة أن تأخذ كوب الحليب، وتلقي به في حوض الماء دون أن تشعر أمها، وظلت على هذا الحال أربعة أيام حتى اكتشفت الأم ذلك، فغضبت منها كثيرا وبدأت تناقشها.
الأم: لماذا تفعلين ذلك يا فاطمة؟
فاطمة: يا أمي لا أحب الحليب، إن الحليب للصغار وأنا أصبحت كبيرة!الأم (بغضب): يا بنيتي ما علاقة ذلك بالعمر؟ إنني كبيرة ومع ذلك أشربه وأحبه، وبنات خالتك أكبر منكِ بسنوات ويحافظن على شربه.
فاطمة: ولماذا كل هذا الحرص على شرب الحليب يا أمي؟
الأم: إن الحليب يساعدنا على النمو، ويحسن البشرة ويفيد الشعر، ويمدنا بالكالسيوم اللازم لتقوية عظامنا.
لهذا أغضب عندما تتهاونين في شرب الحليب يا حبيبتي؟
فاطمة: لا تغضبي مني يا أمي.
الأم: أنا لم أغضب منكِ فأنا أحبكِ كثيرا، ولكنني أغضب من تصرفك،  كيف تلقين بالحليب في حوض الماء؟ أليس الحليب نعمة من نعم الله علينا؟
فاطمة: بلى.
الأم: فلماذا ألقيتِ به في حوض الماء؟ ألا تستغفرين الله عما فعلتِه؟
فاطمة: أستغفر الله لن أفعل ذلك مجددا، سامحيني يا أمي.
توقفت فاطمة عن إلقاء الحليب في حوض الماء، ولكنها لم تستطع أن ترغم نفسها على شربه، فبدأت تلجأ لحيلة أخرى لتتهرب من شرب الحليب، فماذا ستفعل؟؟
فاطمة: آه، إنها فكرة!! عند انشغال أمي سوف أعطي كوب الحليب لأخي الصغير عبدالله وهو يحب الحليب كثيراَ.
ففعلت فاطمة وشرب أخوها كوب الحليب، واعتمدت هذه الفكرة كل يوم، والأم تظن أن فاطمة تشرب الحليب، مع أنها لم تخفي استغرابها من هذا التحول المفاجئ الذي حصل لابنتها، حتى فاجأتها ذات مرة بالسؤال: هل شربتِ الحليب يا فاطمة؟!
فاطمة(بتلعثم): أنا يا أمي.
الأم: نعم أكلمكِ يا بنيتي.
فاطمة: الحقيقة يا أمي أنني لم أشربه، فأنا لم أتعود الكذب ولابد أن أقول لكِ الحقيقة.
الأم(باندهاش): وأين يذهب كوب الحليب كل يوم؟
فاطمة: أعطيه لأخي عبدالله وهو يشربه لأنه يحبه.
غضبت الأم من ابنتها فاطمة، ولم تتكلم معها كلمة واحدة هذه المرة وتركتها وذهبت.
حزنت فاطمة فحاول عبدالله أن يسري عنها، ودعاها للعب في غرفتهم بالألعاب الجميلة وركوب الأرجوحة الرائعة التي تحبها، و بدأت فاطمة تتجاوب مع عبد الله وتسهو في اللعب وفجأة...
سقطت فاطمة من على الأرجوحة ووقعت على الأرض.
فاطمة وهي تصرخ: أمي أمي ساقي تؤلمني.
الأم(بلهفة): سلامتكِ يا حبيبتي.
تحاول الأم أن تخفف عنها، وتدلك لها ساقيها وقدميها، و تساعدها على الوقوف لكن فاطمة لا تستطيع الوقوف! حتى اضطرت الأم للذهاب إلى الطبيبة.
الطبيبة: لا حول ولا قوة إلا بالله لقد كسرت ساقها ولابد من وضع الجبيرة لها.
بكت الأم، وانهمرت عينها بالدمع، وفاطمة ترقب انفعال أمها.
الطبيبة: الأمر يسير يا أم فاطمة لا تحزني، سننزع الجبيرة من على الساق بعد أسبوعين، والمطلوب فقط أن ترتاح فاطمة في الفراش وتأخذ العلاج و تشرب يوميا كوبا من الحليب.
تأثرت فاطمة جداَ بما حدث وقالت: ليتني شربت الحليب كما كانت تطلب مني أمي حتى يقوى عظمي ولا ينكسر بسهولة.
فاطمة: أعدك يا أمي أني لن أترك كوب الحليب بعد اليوم.    
.. 
المصدر // موقع لها أون لاين - واحة الطفولة - واحة الأخلاق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق