إن معرفة المرء لقدر نفسه وأهميتها، ودوره في المجتمع يجعله يتصرف بشكل جاد في الحياة مع الآخرين، ويزيد من قدرته على مواجهة الصعاب، ومن شعوره بالرغبة في التميز والنجاح، والفتاة -بطبيعة الحال- تحب أن تكون عزيزة كريمة، لها مكانها الذي تفتخر به بين الناس، كما تحب أن تكون ذات قيمة وأهمية، وأن تشعر باختلافها وتميّزها.
ولا عيب في ذلك، ولكن المشكلة هي: من أين تستمد الفتاة هذه الثقة؟
مفاهيم عن الثقة بالنفس:
تقابلنا في بعض الأحيان في أحاديث هذا أو ذاك مفاهيم خاطئة عن الثقة بالنفس تجعلنا نخاف منها، كأن يعتبر البعض الثقة بالنفس نوع من أنواع الغرور، أو أنهما وجهان لعملة واحدة، ولكن الواقع يثبت عكس ذلك؛ فالفتاة الواثقة من نفسها تظهر ما لديها من إمكانات ومهارات بصورة عمليّة فاعلة؛ لكي تستفيد وتفيد من هم حولها. ومن ناحية أخرى فهي لا تمانع من أن تعترف بخطئها أمام الناس إذا أخطأت، مقتنعة تمام الاقتناع بفضيلة الاعتراف بالذنب. بل وتعتبر أن من احترامها لذاتها أن تعتذر لمن أخطأت في حقهم، وعلى النقيض منها تكون الفتاة المغرورة المتكبرة؛ فهي في الغالب تتحدث عما لديها، وأحيانًا تدعي أن لديها أشياء لا تملكها، وهي ترفض بقوة أن تعتذر أو أن تعترف بالخطأ. معتبرة أن اعترافها به يُعدُّ إهانة لها وخدشاً لكرامتها.
وفي الواقع إن الفتاة نفسها هي التي تصنع ثقتها بنفسها، وليس كما يقول البعض أن الثقة بالنفس إما موجودة أو مفقودة، ولا يصنعها الإنسان، فالثقة بالنفس هي الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، وهي اللين والرقة والعطف، وهي أيضا الأدب والسماحة والتصرف الجميل.
لماذا نثق بأنفسنا؟
إن الثقة بالنفس من أهم الأمور التي تجعل الفتاة تعيش حياة أفضل؛ فهي تمنحها الكثير من الصفات والسلوكيات الحسنة منها:
الاطمئنان والراحة في العلاقة مع الآخرين.
الحكمة في اتخاذ القرارات والتصرف حيال الأمور.
التوازن في ردود أفعالنا مع الآخرين.
القدرة على مواجهة مصاعب الحياة وتجاوزها.
كيف أكون أكثر ثقة بنفسي؟
هناك العديد من الأمور التي يجب على الفتاة تجنبها، إذا رغبتِ في تعزيز ثقتها بنفسها ومنها:
الإحباط: كما قلنا فإن الواثقة من نفسها تشعر بأنها مختلفة، وأنها قادرة على التميز والنجاح ولتستمر على هذا النحو يجب ألا تستسلم للإحباط والفشل، فالنفس الواثقة لا يمكن أن تجمع بين الثقة والإحباط.
التقليد الأعمى: الثقة بالنفس تمنح الإنسان شخصيته المستقلة المتميزة عن غيره،
بحيث تكون له أفكاره وآراءه الخاصة والتي يواجه بها الأحداث والأمور التي
تقابله في الحياة، ومن ترغب في تعزيز ثقتها بنفسها لا تلجأ لتقليد الآخرين.
لماذا تنعدم الثقة بالنفس عند البعض؟
إن انعدام ثقتك بنفسك هي عبارة عن دائرة أحداث تتكرر، وتزداد ما لم يتم إيقافها وتصحيحها وهي نتاج أفكار خاطئة ترِد إلى ذهنك، فتظني بأنها هي الصحيحة؛ فقد تعتقدين بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك، فينتج عن اعتقادك هذا القلق والتوتر؛ مما يجعلك تتصرفين تصرفًا خاطئًا على خلاف عادتك حيال الأمر، ويؤدي هذا إلى الإحساس بالخجل والابتعاد عن الناس؛ مما يجعل ثقتك بنفسك تنعدم، ونعود هنا لنقطة البداية، وهكذا حتى تزيحي عنك هذه الأفكار وتستعيدي ثقتك بنفسك.
ماذا لو فقدنا ثقتنا بنفسنا؟
إن فقدان الثقة بالنفس يعود عليكِ بأضرار كثيرة، وخسائر جسيمة، ويجعلك تعيشين حياةً حزينة مرتبكة ومن هذه الأضرار:
اهتزاز علاقتك بالآخرين.
ترددك في اتخاذ القرارات.
شعورك بأنك أقل من الآخرين.
ضعف المنافسة بينك وبين الآخرين.
شكك الدائم في كلام الناس عنكِ.
وختاماً وكما قيل: "إن الثقة بالنفس لا تعني أن تصبح من الضخامة، بحيث لا يتسع حذاؤك لقدميك، بل تعني أن تتعلم أن تحصل على الأحذية التي تناسب قدميك، وأن تظل قادرًا على تغيير مقاس الأحذية كلما أصبحت أضخم".
أسأل الله أن يجعل حياتنا سعيدة قوية، وأن يوفقنا لما يحبه منا ويرضاه.
بقلم / تقوى عادل محمد الحضيري
المصدر / لها اون لاين موقع المرأة العربية
http://www.lahaonline.com/articles/view/47753.htm
http://www.lahaonline.com/articles/view/47753.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق