مَـرْحـبًـــآ بِــك فِـــي مُـدَونَـــة الْـجِـــيـــلْ الْــقَــــآدِمْ

الخميس، 10 يناير 2013

عندما توقفت الساعة

عندما توقفت الساعة
ترجمة: إيمان سعيد القحطاني
كانت هناك مدينة صغيرة، كل سكانها يعتمدون على ساعة كبيرة معلقة على مبنى بنك معروف، ولكن للأسف لم تكن الساعة تعمل بشكل جيد كالسابق. وهذه الساعة رقمية حيث لم يكن لها عقارب، مجرد أرقام مصنوعة من النيون تلمع ليلا ونهارا. كما يمكن لأي شخص أن يرى الساعة من مسافة بعيدة.
 وكانت الساعة معلقة فوق بوابة البنك الذي يقع على تقاطع رئيسي وسط المدينة. وعندما يصف الناس مواقعهم بقولهم "نحن عند الساعة" فهم يقصدون أنهم وسط المدينة.
في يوم من الأيام بدأ توقيت الساعة يتأخر عدة دقائق، لكن لم يكن هذا الخلل ذا تأثير كبير على الناس. بعد فترة ازداد الوضع سوءا فلم تعد الساعة تتأخر عدة دقائق فقط، بل كانت تتقدم ساعة كاملة وأحيانا ساعتين. فكان الأمر واضحا للناس بأن الساعة قد تعطلت عن العمل، وهنا جاءت الحاجة إلى مختص ليصلح الساعة.
والأمر ليس سهلا، فالمختص يحتاج أولا إلى معرفة ما هي مشكلة الساعة بالتحديد؟ ومن ثم إيجاد المكان المناسب الذي يبيع تلك القطعة التي تحتاج إلى استبدال.
وأصبح البنك المشهور في وضع محرج خاصة مع حفل اللقاء السنوي الذي أقامته الإدارة، وكان على المسؤولين تصليح تلك الساعة المعلقة فوق بوابة البنك. لقد كان هناك طفل قد انفجر باكيا عندما نظر إلى الساعة معتقدا بأنه قد تأخر على الحفل رغم أنه حضر في الوقت المناسب، حيث كانت الساعة متقدمة قرابة ساعتين. وقد كان الطفل محقا فلن يشك أحد بأن الساعة الكبيرة وسط المدينة لا تعمل بشكل جيد.
وفي يوم آخر كان هناك عريس منطلق إلى حفل زفافه فنظر إلى الساعة، ولاحظ أن الوقت لازال مبكرا لذا توقف لبعض الوقت في مقهى لتناول مشروب وتصفح الإنترنت. وعندما وصل إلى الحفل بعد ذلك وجد نفسه في موقف محرج وملامح الغضب واضحة على عروسه وكامل العائلة فقد تأخر ما يقارب الساعتين.
وبعد هذه المعاناة وعد مدير البنك بأن يسعى إلى حل المشكلة، وإيجاد القطعة التالفة وإصلاح الساعة. وحتى يتم ذلك قرر مدير البنك إيقاف الساعة عن العمل لمدة 3 أسابيع. فكان تقاطع وسط المدينة مظلما بدون إضاءة أنوار تلك الساعة.
وجاء اليوم الموعود ووصلت شاحنة كبيرة تحمل القطعة البديلة، وقام مختص بتركيبها وأصبحت الساعة تعمل بشكل ممتاز كالسابق. وتنفس سكان المدينة الصعداء عندما تم إصلاح الساعة، وقام كل شخص بضبط ساعته بتوقيت الساعة الكبيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 المصدر : لها أون لاين موقع المرأة العربية - واحة الطفولة - واحة القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق